هل أنت مستعد لخوض التجربة؟

 

 

 يبدأ فصل في نهاية كتاب دروس الحب للكاتب آلان دو بوتون بعنوان - مستعد للزواج-، والعنوان غريب جدًا لأن الشخصيتان الرئيسيتان في هذا الكتاب قد تزوجا في أول فصوله، عنوان يجذب الانتباه ويجعل كامل تركيزك منصب إلى ما يحتويه فيبدأ :" هما متزوجان منذ ستة عشر عامًا لكنه يشعر الآن -متأخرًا بعض الشيء- بأنه صار مستعدًا للزواج . قد تبدو هذه مفارقة كبيرة لكنها ليست كذلك. فبما أن الزواج لا يهب دروسه المهمة إلّا لمن انتسبوا إلى مدرسته…"

وقد تناغم هذا الفصل تناغم رائع وعجيب. كما يتعجب المرء كيف توصل إلى هذا الاستنتاج بنفسه ، فبعد مايقارب ٢٥ عامًا من العيش في هذه الحياة شعرت فجأة بأنني مستعدة للعيش، الآن فقط أشعر بأنني مستعدة لخوض الحياة، بعد أن خضتها- وإن كانت مدة قصيرة نسبيًا- لكن الكثير في هذه الحياة يتطلب الخوض حتى يكون الإنسان بكامل استعداده له، كالجامعة مثًلا التي شعرت في آخر سنة لي فيها بأنني مستعدة لأن أكون طالبة جامعية سعيدة بعد كل الأعوام التي ملئتها بالتعب والتذمر والتشكي، فبعد كل الانكسارات والإصلاحات الجامعية عرفت كيف ألعب هذه اللعبة، لعبة الطالبة الجامعية، وهذا ما ينص عليه باقي النص:

" يدرك رابح أن ما يسمح له بالقول إنه لم يتزوج إلّا مرة واحدة فقط ليس إلّا نوعًا من خدعة لغوية. فما كان يبدو على نحو مقنع أشبه بزواج واحد، قد مر بتطورات وانقطاعات وفترات بُعدٍ وتفاوض وعودات عاطفية كثيرة جدًا، بل كثيرة إلى حد يسمح بالقول إنه مر بأكثر من عشر حالات طلاق وإعادة زواج، لكن من المرأة نفسها دائمًا."

هذا لا يعني بأن الخوض واجب لا محاله ليكون الإنسان مستعد لفعل شيءٍ ما، بل الوعي العميق بأننا أحيانًا كل ما نحتاج إليه لنكون مستعدين هو البدء، البدء بخوض التجربة.

تعليقات

المشاركات الشائعة