ما الذي تقوم بقياسِه في حياتك؟ | مقال مترجم جيمس كلير

ما الذي تقوم بقياسِه في حياتك؟

للكاتب؛ جيمس كلير
ترجمة؛ ربى


تخيل أن شخصًا ذهب إلى صالة التمارين الرياضة،
وأدى تمارين الإحماء، ثم قام بأداء بعضًا من التمارين
الرياضية و استخدام بعضًا من الآلات الموجودة، وربما
ركض قليلًا على جهاز السير الكهربائي، ومن ثم ينهي
 تمرينه ويخرج.

هذا ليس إنتقادًا لطريقة تمرّنه، لأن من الممكن أنه
قد أدى تمرينًا رائعًا، إذًا مالذي نستفيده من هذا المثال؟

هذا الشخص لم يقم بقياس مستوى أداءه بالتمارين
التي قام بها، لم يقم بعدْ الدورات لكل تمرين قام به،
أو مقدار الوزن الذي قام برفعه، أو الوقت الذي قضاه
بكلٌ منها، أو سرعة ركضه، أو أي وحدة قياس أخرى،
ولذلك هو لا يملك أي فكرة إن كان يحرز تقدمًا بأيّ من
هذه التمارين أم لا. عدم قياس مستوى أدائك هي واحدة
من ٦ أخطاء أرى الكثير من الناس يفعلها.

حسنًا، الأمر هو أنه بالطبع يوجد العديد من جوانب
الحياة المهمة لدينا والتي لا نقيس مستوى أداءنا بها.

العمل الذي نقوم بقياس مستوانا به،
هو الذي يتحسن أداءنا فيه

 

"قم بعد شيئا ما، بغض النظر عمّا تقوم بعمله سواءًا في
مجال الطب - أو خارج مجال الطب- علينا أن نكون علماء
عندما نقوم بعمل الأشياء في هذا العالم. في أبسط عبارة
يعني أنّ علينا أن نقوم بعدّ شيئا ما، لا يهم مالذي تقوم
 بعّده، ولست بحاجة إلى عمل بحث لتقوم بالعد، المطلوب
 منك أن تقوم بعدّ شيء يثير إهتمامك."

- أتول قواندي، جرّاح أمريكي.




الأعمال التي نقيس مستوانا بها هي الأعمال التي
نتحسن بأدائها، فقط عن طريق العدّ والمراقبة نستطيع
أن نمتلك فكرة عن ما إذا كان مستوانا في شيء ما
يتحسن أم يسوء.

عندما عددت عدد المرات التي أديت بتمرين الضغط
 (pushups)، تحسنت بها وأصبح أدائي أقوى.

عندما قمت بعدّ عدد الصفحات التي أقرأها كل
يوم، قرأت كتبًا أكثر.

عندما كتبت قيمي، بدأت أطبقها في حياتي ولا
أحيد عنها.

كيف نختار أن نمضي أوقاتنا وأين نصرف طاقاتنا
كل يوم هو مايشكّل حياتنا. يمكن أن يساعدنا تتبع
وقياس مستوى أدائنا بأن نمضي أوقاتنا بطرق أفضل،
وبعمل يستمر مدة أطول. 

 

لا يتعلق الأمر بالنتائج، بل بالملاحظة:

يجب أن تعلم أن قياس، أو عدّ، أو ملاحظة أدائك،
ليس لأجل النتائج، بل لأنه سيساعدك على تتبع سلوكك
 في الحياة بشكل عام فالنتيجة ليست هي الغاية من
 هذه العملية.

قِس أدائك فضولًا، لتكتشف آشياء عن نفسك،
وتفهم طريقتك في عمل الأشياء .

قِس أدائك لأن لديك وعي ذاتي، ولتعرف نفسك أكثر.

قِس أدائك لتعرف مدى إلتزامك، وهل أنت تقضي
معظم وقتك بفعل أشياء مهمة لديك أم لا ؟ وتأكد أنك
 تقيس ما فعلته وليس ما ستفعله.



لا تستطيع قياس كل شيء

النقاد سيهرعون قائلين حسنًا يوجد أشياء لا
 تستطيع قياسها؟ نعم هذا صحيح!

الحب مهم، لكن كيف تقيس مقدار الحب؟
الأخلاق مهمه أيضًا، لكن هل يمكن قياسها بدقة؟
وجود معنى في حياتنا ضروري، لكن كيف
يمكن أن نقيسه؟

وأيضًا يوجد أشياء في الحياة لا تحتاج إلى قياسها.
 بعض الأشخاص يحبون القيام بالتمارين لأنه
م يحبون أن يتمرنوا، قياس أدائك في كل شيء
تفعله في الحياة بشكل متكرر يقلل مقدار استمتاعك به،
ويجعله شيء أشبه بالعمل الإجباري، وهذا صحيح.
( ودائمًا خذ الفكرة الأساسية من هذا الموضوع
واستخدمها بالطريقة التي تناسبك).

القياس لن يقوم بحل كل المشاكل، وليس إجابة
نهائية لعيش الحياة، لكنه طريقة مهمة لقياس مدى
 إلتزامك في جوانب الحياة المهمة لديك.


الفكرة تكمن في الممارسة

حتى الأشياء التي لا تُقاس، قد يكون قياسها مهم،
ولا يجب أن تكون عملية قياس معقدة تستهلك الكثير
من الوقت.

صحيحٌ أنك لا تستطيع قياس مقدار الحب، لكنك
تستطيع أن تتتبع الطرق المختلفه التي يظهر
بها مقدار محبتك لشخصٍ ما:

أن ترسل رسالة عن طريق الإنترنت لشريك
حياتك كل يوم ( رسالة نصية،بريد إلكتروني،
رسالة صوتية، تغريدة، إلخ ) واستخدام استراتيجية
ستانفيلد لحساب سلسلة التزامك اليومي بهذا الأمر.

أن تضع في جدولك يومًا كل أسبوع، لترسل رسالة
" تقدير مفاجِأة" لصديق وتشكره على شيء غير
متوقع.


لا تستطيع قياس الأخلاق، لكنك تستطيع قياس
مدى التزامك الأخلاقي:

أكتب ٣ قيم مهمة لديك كل يوم.

ضع مفكرة للقرارات التي تقررها وتأكد من أنها
 لا تتعارض مع أخلاقياتك.

الأشياء التي نقيس مستوانا بها هي الأشياء
التي يتحسن أدائنا لها، ما الذي تقوم بقياسه في حياتك؟











تعليقات

المشاركات الشائعة