نحن والكلمات
تأثر فينا الكلمات فتجعل يومنا جميل تارة، وتارة تهدم فوقنا كل بناء. يقولون لا تهتم لكلام الناس، لكن الإهتمام جزء من الإنسان كيف تقطع جزءًا منك؟
لو حاولت جاهدًا أن تقطع هذا الاهتمام من قلبك ستنجح، لكن سيكون هناك ضريبة، أنت عندما تقطع أثر الكلمات السيئة عليك، كذلك الجيدة لن تأثر عليك ثأثيرًا مثل ذي قبل.
ستقول لي، حسنًا، لا أحتاج لكلام الناس السيء ولا الحسن أستطيع العيش على كلامي وحدة، أطبطب عليّ بالكلمات تارة وتارة أنتقدني.
لكن هل حقًا تريد عيش حياة نفسية معزولة كهذه؟
صحيح أنه يوجد بعضًا من الكلمات التي تنحرنا، لكن أيضًا يوجد بعضًا من الكلمات التي تجعلنا نرفرف بأجنحتنا محلقين في السماء، ماذا عن هذا الشعور ألا يستحق؟
ولماذا نخدر هذا الجزء فينا، جزء التأثر بالكلمات ونحن نخضّر تارة منه كما تتساقط أوراقنا منه تارة أخرى، كل شيء بالحياة له وجهان، البرد والحر، والسعادة والحزن، والظلام والنور، لذلك بدلًا من أن تركز جلّ انتباهك على مدى فضاعة الشعور الذي يأتي من إهتمامنا بكلمات الآخرين، لنفكر قليلًا بمدى الفرح الذي يهطل علينا غيثًا بكلماتهم الحلوه.
تأثير الكلمات فينا يتعدى الأشخاص، قد يأثر فينا نصٌ بكتاب حتى لكأنك في ذاك اليوم الذي قرأته فيه قد حدث لك شيء حلو بالحياة، فتقف مفكرًا لماذا أنا سعيد
اليوم؟ هل حدث شيء جميلًا؟ لا، لكنك قرأت كلماتٍ جميلة. عندما تطرحك كلمة سيئة على الأرض تنتشلك أخرى، وكأن لك حياة أخرى داخلك متعلقة بالكلمات.
هل أنت مستعد إلى ترك كل هذا؟ لأنك فقط تشعر بالفضاعة كلما قيل لك كلمة سيئة؟ ومن قال أنه يجب علينا أن نشعر بخير طِوال الوقت؟ الحياة تعاش هكذا متذبذبة، بين شعور جيد تارة وشعورًا سيئًا تارة أخرى.
وتذكر دائمًا، نحن لا نعتمد عليهم أو على كلماتهم بل على الله، ادعو الله أن يهب لك من يُحيطك بالكلمات الطيبة، أن يجعل الكلمات الحلوه تُحيطك في كل مكان، وادعو الله أن يحفظ قلبك من كل سوء ومن كل من أراد بك سوء.
تعليقات
إرسال تعليق