شخص غير محبوب

 

 شخص غير محبوب 

  كتب بواسطة: ربى 

 

قد تمتلك كل مقومات الشخص المحبوب، من خلق حسن
وأدب وقلب طيب طاهر، تمتلك عاطفة تجاه البشر
وتخدم الجميع، تقف أمام الظلم وقفة فارس شجاع ولو
كان المظلوم هو عدوك اللدود، هو عدوك الظالم الذي
خرّب عليك أيّا كان، لكن مع كل هذه المقومات لا يظهر
أنك جدير بالمحبة، ودائمًا تشعر بأنك سيء، تسأل نفسك
مالسيء الذي فعلته لأصبح شخص سيء لا يحب؟
لاشيء لا يبدو أنني أستطيع إيجاد شيء سيء واحد
ألم به نفسي على عدم وجود الحب أو قلته أحيانًا أو
كثرة من لا أهمهم تقول لنفسك.

لكن إليك هذه القاعدة، لو كنت فعلًا بهذه المقومات
أو أحيانًا أقل، لن أقول لك أن الناس التي لم تقدّر
قيمتك هم السيئين وإلخ .. لا! لا أحب من يلوم البشر
على كل شيء أنا بشر وأنت بشر وكلنا بشر وبطريقة
ما يجب أن نجد حلًا لأنفسنا غير اللوم.
نسيت القاعدة صحيح، أعتقد أني أسترسل أحيانًا
بغير المواضع المحبب الاسترسال فيها، لكن لا يهم
القاعدة هي أنك شخص محبوب وإن لم تجد من
يريك هذا الحب أو من يغدقه عليك، لا لست أبيع
الكلام عليك فأنت تقرأه مجانًا هنا، لكن حقيقة
لا يجب أن يكون هناك حب وتقدير من حولك
لتعرف أنك حقًا شخص محبوب.

لا أحب أن أبرىء النفس لأن النفس أمارة
بالسوء، قد تكون سيء أحيانًا لذلك لا تحب
لكن أحيانًا أخرى قد لا تكون سيء مطلقًا
لكن لم ينظر إليك شخص بتمعن كافي ليعرف
أنك قابل للمحبة.


قد يسمع طفل" فلان أفضل منك"، أو " أنا
أحب فلان أكثر منك" هذه الجملة كفيلة
بأن يصدق شخص بالثامنة من عمره
أنه لا يستحق الحب لأن فلانًا أفضل منه
ويكبر وتكبر هذه الفكرة معه كبذرة تغرس جذورها
في عقله، فكلما قابل شخص يفضل عليه شخصًا
آخر تأكد أنه حقًا ليس جديرًا بالحب لأن في
النهاية قابل الكثيرين الذي يفضلون عليه
أشخاصًا والتفضيل في قانونه " أن فلانًا
أفضل منه" يعني فلان يستحق الحب
أم أنت فلا، وكل ماحدث هو أن فلانًا يفضل
 فلانًا لشيء يراه فيه ويعجبه وهو لا يعجب
البشر كافة، شعورك أنك غير محبوب هو
ضحية اختلاف الأذواق فقط بهذه البساطة.

كلنا قابلين للحب بطريقة ما، حب صديق حب
أخ، أم أب، كلنا بلا استثناء، فإن لم تمنح هذا
الحب أرجوك لا تأخذها قاعدة أنك غير محبوب
أو أنك شخص لا يستحق الحب شخص سيء
جدًا، فأنت لست سيء أنت تحاول في الحياة
تحاول بكل ما تستطيع إرضاء الجميع وخصوصًا
من تحب، لاتحزن ولا تسحب حبك منهم، بل اغدقه
عليهم، اغدقه خصوصًا على الشخص الذي يفضل
فلانًا عليك، أنت منبع للحب أعطه وإن لم تعطاه
كن مثالًا حيًا أن فاقد الشيء يعطيه،بل
فاقد الشيء سخيٌ باعطائه، فاقد الشيء
يعلم أكثر من غيره ألم المنع، لذلك هو يعطي
ويعطي ويعطي حتى وإن لم يعطى ولن يعطى،
فالعطاء لا يتعلق بالمتلقي بل باحساس المعطي
بقيمة ما أعطى ومدى حاجة الناس إليه.
أنت محبوب وقابل للمحبة وإن اعتقدت
ولازلت تعتقد أنك غير محبوب.

 

 

 

تعليقات

  1. يداك تلف بالحرير على كل حرف كتبتيه ، سلمتِ كلام منطقي ومعقول باسلوب قريب للقلب ❤️

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة