إذا شعرت بالإحراج فانحرج

 إذا شعرت بالإحراج فانحرج

كُتب بواسطة: ربى

يحاول كل منا أن يهرع من أي شعور مزعج
هرع الوحوش، " يا إلهي لقد سقطت أمامهم،
سيبدوا أنني منحرج من السقوط لا لن أوضّح لهم هذا"
وأنت تشعر بالإحراج فعلًا لكن لا تريد منهم أن يروا
شعورك هذا واضح، فتبدأ بالتلعثم وتحاول أن تتحدث
بكل موضوع على وجه الأرض حتى لو كان عن عدد
 أقدام النملة، لماذالأنك منحرج من كون انحراجك واضحًا
 وتحاول إخفاءه، لو أنك فقط انحرجت عندما شعرت
بالإحراج لوفرت الكثير على نفسك من هذه
الحلقة التي لا تنتهي من الإحراج.

لماذا نحاول مقاومة الشعور؟

لأننا ببساطة لا نستسيغ طعمه، لكن إليك
هذه الفكرة - مني شخصيًا اقبلها أو ارفضها-
عدم رغبتنا به لا يعني أنه يجب أن نتخلص
منه فور انتهاء الحالة،لا تهرب منه لا تدفعه، فقط اشعر به
هو شعور، مثل أي شعور آخر لا يدوم طويلًا، اذهب
واقرأ الكتاب وأنت تتذكر ماحدث بإحراج، ماذا سيحدث؟
ستقرأ الكتاب وأنت منحرج، ثم ماذا؟ ثم سأشعر بإنزعاج؟
ثم ماذا؟ لن أستمتع، ثم ماذا؟ لن أشعر بشعور جيد!
من قال لك أنه يجب عليك أن تشعر بشعور جيد ٢٤\٧؟


إليك هذه، قال أرسطو قديما: "من النادر أن يغضب الأنسان
من الشخص المناسب، بالقدر المناسب، في الوقت المناسب،
 للسبب المناسب و بالطريقة المناسبة".

أي يعني بمنظوري الخاص جدًا، إذا كان الشعور
السيء الذي تشعر به غير مُبالغ فيه وله سبب وجيه،
أي أنه بينما تشرب الشاي اليوم تذكرت أنك سقطت
 في مكان العمل أمام زملائك صباحًا، فاشعر بالإحراج،
 يا صاح حتى لم يمر ٢٤ ساعة على الحدث لماذا تريد
التخلص من هذا الشعور بهذه السرعه. لا يعني أن تجلس
أسبوع كامل تخجل وتضع يديك على وجهك أو تصفع
جبهتك كلما تذكر أنك يوم الأحد سقطت في مكان عملك،
 هذا إفراط، وما أقوله لك هو لا افراط ولا تفريط، لا تهرع
 بالهرب من الإحراج، بل اشربه، اشعر به ومن ثمّ دعه يمر،
 فقد أعطيته الوقت الكافي والمساحه و وجودة بعد الآن
 ليس له قيمة حقيقة.


لذلك يجب عليك أن تتعلم أن تشعر بالاحراج أن يحمر
وجهك خجلًا لأنها طبيعة بشرية، وكأنك تقول لا تشعر
بالغضب! مادام أنه يوجد في الكون ما يثير الغضب
سأغضب، لكن الفارق هو شدة الغضب وأن تتعلم
كيف تصرفه بالطريقة المناسبة دون أذية الآخرين،
هنا تحقق نجاحك ضد المشاعر، أن تشعر بها بالطريقة
المناسبة فقط لا أن تمنعها.

عن أبي هريرة رضي الله عنه،أنَّ رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: ( ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد
الذي يملك نفسه عند الغَضَب)، تظهر قوتك عندما تمسك
نفسك عندما تجتاحك مشاعر الغضب العارمة. قال النَّوويُّ:
(فيه كَظْم الغَيْظ، وإمْسَاك النَّفس عند الغَضَب عن الانتصار
 والمخاصمة والمنازعة)، تعلم أن تتحكم بالشعور وألّا
يتحكم هو بك ويقودك حيث يريد، لأنك ستغضب، لكن
الفارق هو قوة تحكمك بهذه المشاعر.
 

من الأمور التي تساعدني عند الغضب، التمرين،
 أذهب وأجري أو أجهد نفسي بتمرين صعب، أتحاشاه
عادةً فيذهب شعور الغضب العارم وأستهلكه بشيء
يفيدني ويقي أحبتي من آثار غضبي عليهم،
فأرجع إليهم وأتحدث بهدوء عمّا أغضبني منهم، ولا أرى
في نفسي حاجة إلى أن أصرخ، أو أستهزىء بهم، لأنني
ببساطه قد استعملت طاقة الغضب.

المرة القادمة عندما تشعر بالإحراج انحرج، لأنه شعور
طبيعي يجتاح أي إنسان له قلب يشعر، لا بأس بأن
يعرف الجميع أنك منحرج، لأنه في النهاية من منا
لديه مناعة بعدم الإنحراج أبدًا؟
تأكد بأننا جميعًا معرضون للإحراج.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة