الاجتماعات

 الاجتماعات

 

تنتشر كثيرًا ثقافة كره المجتمع، العلاقات
الكثيرة والخروج كثيرًا من البيت، لكن عندما
تتزن في العلاقات البشرية، اتزان عمق واتزان
خروج واتزان وقت تستطيع الحصول على وصفة
الخروج المناسبة للمجتمع.
أحب الاحترام الذي نغمر به بعضنا البعض في
الاجتماعات، والحفاوة التي نحيط بها بعضنا البعض
حلاوة المجتمع العربي، عندما نمد فنجان القهوة
لبعضنا البعض، من آخر المجلس إلى أوله، أو
عندما تصرخ من في زواية لأخرى في زاوية
مختلفه" هل تريدين قهوه؟" لا تستطيع غالبًا
الانزواء في اجتماع بل الكل ظاهرين والذي
يجبرك قسرًا على الاختلاط بالمجتمع.

أحب الأحاديث التي ترتمي بين الجالسين
كشبكة العنكبوت متداخلة لكن لا يقطع بعضها
بعضًا، قدرة رائعة أن يستطيع جميع من في
المجلس تبادل الأحاديث مع أي شخص في أي زاوية
مدهش، أندهش دائمًا من الأشياء التي اعتدنا
عليها وتبهرني. 

في الآونة الآخيرة وعندما بدأت ألاحظ نزعة ميل
الأفراد إلى الرأسمالية وإن كانوا لا يعون ذلك
أصبحت تنتشر، اللذة الممتلكات هي الأساس
وأصبح هناك كره للمجتمع والاجتماعات، فبدأت
أشعر بأننا بدأنا نشبه الثقافة الأمريكية بعض
الشيء عندما يعتذر الشخص مرارًا وتكرارًا لأنه طلب
المساعدة الضرورية من شخص آخر أو عندما نفرح
أن الشخص الفلاني استطاع حضور الاجتماع لأنه
عادة لا يحضر لأسباب غير وجيهة، أنا لا ألوم أي
شخص في هذا الكون، لكني أحب اهتمامنا منذ
الأزل بالحضور، بمد يد المساعدة لبعضنا البعض
بالاهتمام حقًا وليس " اسكات للضمير " فقط، بل من
القلب من منبع الحب الانساني لبعضنا البعض
وليست القربى فقط، أحب الاجتماعات والإهتمام
بها، طقوس القهوة في مجتمعنا أو العشاء عندما
نجتمع به على صحن واحد، أحب الحفاوة والأحاديث
وأحب كيف يجتمع الكل تاركين أشغالهم ليلتقوا
ويصلوا أرحامهم.

وفي النهاية أنا لا أدعي المثالية أو الإجتماعية
أحب العزلة كثيرًا وأحب روتيني وحياتي وغالبًا
عندما أخرج أتضايق قليلًا، لكن هذه الرغبة لدي
تتقلب فتارة أحب الإجتماعات وتارة أهرب منها
لكنها جزء أراه رائع جدًا من حياتنا الاجتماعية
ولو لم يكن موجود لشعرنا ببعض الغرابة أو
الوحدة، وجودها حتى وأنت تعتذر منها مهم نفسيًا
ويُشعر بالراحة.

الحمد لله على نعمة الحقوق في الإسلام لأني أعتقد
لولاها لتخلى الجميع الآن عن كل صلة قربى.



- ربى

تعليقات

المشاركات الشائعة