حمية الديتوكس لتنقية العقل

 حمية الديتوكس لتنقية العقل

 

 

تسلب منا مواقع التواصل الاجتماعي الحياة،
تجعلنا خاوين من الداخل تمتص الحياة
منا حتى آخر قطرة، ولا نتركها لنرتاح ولا
هي تتركنا في راحة.
كما أنها مجتمعة مع طرق التواصل الحديث
تصيبنا في مقتل روحي وتجعلنا كالروبوتات
لا تأثر علينا على الصعيد الشخصي فقط بل
يتسرب تأثيرها إلى متانة علاقاتنا فهي تسلب
الحياة من طريقة تواصلنا مع الأحباب، تسلب
تعابير الوجه ونبرات الصوت والشعور بأن من تحدثه
أمامك، تسلب منا طبيعتنا وارتجالنا وتجعلنا نفكر
مرتين نحذف نضيف نعدل فيما نقول كأننا نعيش
حياة حسابية بلا مشاعر.


لطالمًا مقت تصفية الحسابات أو حل المشاكل
عن طريق الواتس أب، دائمًا ما أحاول كبح الرغبة
العارمة في داخلي لحل المشكلة الآن أونلاين، أكبحها
لأنني أعلم أن المشاكل حلها وجهًا لوجه تكون أفضل
والتفاهم يكون أحسن والروح بعدها تكون أريح لأنك
قابلته وجهًا لوجه رأيت تعابير صدقه وأسفه ولم يكن
نقاشًا بالحروف خالي من المشاعر.

في عصرنا هذا نحتاج وبشدة لحمية ديتوكس لعقولنا،
نحتاج إلى تقييم حياتنا بعيدًا عن مواقع التواصل
الإجتماعي لأن الحياة أسرع من أن تستطيع اللحاق بها
وبالمشاعر الحلوة الغامرة التي تملأها وأنت ملصقٌ بأنفك
الهاتف طوال الوقت وكأن حياتك بشكلٍ ما تعتمد عليها!
ديتوكس يجعل الدماء تجري بشكل أصفى وأطهر في عقولنا
وقلوبنا أن نخلص عقولنا من الأفكار الزائدة التي نحملها من
تغريدة من صورة من "سناب"، أن نفكر في حدود بيتنا فقط
وليس خارجه في كل أنحاء العالم.

لماذا نهتم بشدة بأجسامنا بينما نهمل عقولنا لآخر درجة
من الإستهلاك الزائد لهذه المواقع، الاستهلاك المتواصل،
متواصل بشدة لدرجة أنك لا تستطيع أخذ أنفاسك لثانية
بعيدًا عنه أو بعيدًا عن الأفكار التي تملأه.

كل جيل يتعامل مع حياته بأفضل طريقة ممكنة
وأعتقد أفضل طريقة بعهدنا هذا هي حمية
الديتوكس العقلي، أن تأخذ فترة نقاهة إجازة
من الحضور المتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي.



ملاحظة:
حمية الديتوكس تعني تطهير الجسم من السموم،
واستخدمتها كناية عن سموم مواقع التواصل
التي تخنق عقولنا.


- ربى

 

تعليقات

المشاركات الشائعة