الشتاء العزلة والصحبة والأمل
كل شيء في هذه الدنيا يدور حول الإتزان، دون إفراط ولا تفريط، أحب العزلة حبًا جما أحبها فهي تجعل جذعي يقوى تجعلني أفكر أعيد ترتيب أفكاري لو صح التعبير، تجعلني أقوى على مواجهة كل شيء ترممني تحنو علي وتلطف بي، أحبها جدًا ولا أتخيل حياتها دون أن تكون جزءًا من حياتي كما أحب بنفس القدر الصحبة، أحب الأحاديث مع أحبابي أحب الألعاب النُكت الضحكات أحب وجودهم في حياتي حتى السيئين منهم لأنهم يجعلونني أقدّر الطيبين منهم.
في الشتاء وفي بلدنا هذا كأن كل تجربة من هذه تتطور إلى مستوى أعلى، البرد البطانية والكتاب أشد مكونات العزلة جمالًا. هدوء الليل يشتد في الشتاء فلا تكاد تسمع همسًا، تجربة العزلة في الشتاء عن تجربتين منها في الصيف فهو يجعلها أعمق أشد وأكثر وقعًا على الروح ومداواة لها، العزلة في الصباح في الظهيرة في الليل جميعها سواء عندي بالمحبة في فصل الشتاء.
كذلك الصحبة والرفقة في الشتاء عندما تجعلنا أحاديثنا دافئين أكثر، عندما نكون قد تجمدنا من البرد في الخارج في بقعة ما وأنوفنا وخدودنا قد احمرّت ولا نريد التحرك لأن القصص الأحاديث والضحكات قد جعلتنا ملتصقين بذلك المكان و نظرنا لا يحيد عن المتحدث من شدة التركيز معه فالأحاديث تكون أحلى في الخارج في البرد.
حتى حول النار والمعطف الثقيل يضمك وفي آخر المجلس اجتمع اثنان تحت غطاء يتعاركان من يلتف به بأكبر بقعة ممكنة، ومن يصرخ بقرب النار " من يريد كرك" ويُصر على أن يملأ فنجانك وهو ممتلئ، أجواء الشتاء الحلوة.
بين العزلة وبين دفء الصحبة أقضي شتائي كل سنة إن لم تكن أهدافي طموحي وأمنياتي معي إن لم أحصل على ما تمنيت وتخيلت حصولي عليه هذا الشتاء فالأمل بالله والثقة بالله والتوكل على الله معي ومع كل هذه العبادات القلبية سأقضي شتاءًا دافئًا، إن لم أفرح بما تمنيت فسأفرح بسنة أخرى من الإيمان والأمل.
سأستمتع بالشتاء بالصحبة الدافئة سأستمتع بالكتب الكلاسيكية والتافهة سأستمتع بالأحاديث بالمشروبات الساخنة، الحياة بأساسياتها إذا صح التعبير تكفي لأن الرضا يقبع في قلبي والأمل بالله لا يكف أن يقول اصبري واستمتعي فالأهداف والطموح والأمنيات ستعيش معك الشتاء القادم بإذن الله الوهاب الجبّار.
تعليقات
إرسال تعليق