ضعف دفاعاتك




جميعنا بشر وتنطبق علينا من قوانين المشاعر ما تنطبق على البشر أجمعين ولو أنكرتها أنت. " للكلمة" تأثير، يكون سطحي أحيانًا مثل قطعة القماش التي يستخدمها الأسبان فيثور غضب الثور ويركض نحوها. نعم الكلمات لها ألوان ومن ألوانها الأحمر فنثور لها نحن البشر لأنها تؤثر علينا مهما حاولنا أن نبعد ناظرينا عنها مانلبث إلّا أن نلتفت بحثًا عنها لأن الكلمات لا تغادر عقولنا بسرعة أو بسهولة.
أرى أثر الكلمات ظاهرًا وبشدة في الحكم الذي أنزله الدين في التخبيب قال صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله من خبَّبَ امرأةً على زوجها) ؛"وفي هذا الحديث تتجلى تعاليم الإسلام العالية حيث يُحذر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من يُوقع العداوة بين النَّاس في العلاقات الاجتماعية".
علاقة تبلغ من المتانة والقربى ماتبلغه علاقة الزوج بزوجته قد تقضي عليها كلمات بسيطة من وغدٍ ليئم، لماذا لأننا بشر بمجرد أن نصغي لمن يتكلم فإننا نتأثر مالم نفند مايقول، وقد تشمئز اليوم مما يقول ثم ما تلبث أن تعتاد قوله غدًا، لماذا لأنك بشر والبشر ليس ملاكًا ولا تحتاج إلى ذكاء لتدرك ذلك، يوجد في داخلك شر، إما أن تكبحه أو تطلق له العنان، وهذا الشر ضعيف الفكر قوي الإتباع.

الكلمة سلاح، ولا أستطيع أن أصفها بشيء أعمق إلّا أن أقول أنها كعوامل التعرية تأثيرًا بالنفس، وعوامل التعرية لا تخفى عليكم أنها تنحت الصخور فما بالك بنفسك الهشة التي دائمًا ما يتدخل بينك وبينها الشيطان.

لا شك أنه يوجد الكثير غير الكلمات ما يبلغ تأثيره فينا ما تبلغه الكلمات من النفس كالأفعال، يستطيع شخص سيء أن يلبس لباس الخير أفعالًا فتأتي نفسك البشرية والتي تتأثر، تُحب أفعال الخير تلك أو الأفعال الجيدة أحيانًا فتستلطفه وتأمنه ثم تغفل عن الشخص السيء الذي يسكن خلفها،لماذا؟ لأنك بشر ضعيف أمام الحب واللين والعطف والمعروف!
لماذ؟
لأن جميع قوانين التلاعب العاطفي تنطبق عليك إن لم تعرفها وحتى وإن كنت ملمٌ بها قد تمر أحيانًا لا من خلال عقلك بل من قلبك فتسقط أسيرًا تحت قضبانها.

احذر أن تنخدع بكلمات البشر واعلم أن الذين يتكلمون بالسوء ويريدون السوء يفوق عددهم الذين يتكلمون بالسوء ويريدون الخير.

يجب أن تعلم أنك مهما بلغت من الفطانة والحكمة والذكاء أنك بشر وهناك الكثير من الحيوانات المفترسة التي تراقب لحم بشريتك بشهية وتدور حولك و تحاول أن تغرس أنيابها بك، فالتجىء إلى الله، وقل اللهم اكفني شر كل ذي شر، اللهم كن معي و وسع مداركي وأرني الحق حق والباطل باطل فأنا يا الله بشر وأنت الله العلي العظيم  خالق السموات والأرض، و توكل على الله في تعاملك مع البشر لأنه لو استطاع الشخص الذي أمامك أن يخفي مافي صدره عنك ويخدعك فالله العظيم القدير يرى ويعلم ما يسرون وما يعلنون.

تعليقات

المشاركات الشائعة