حديث سيكولوجي ملتوي

 

 يحب البشر السلطة، بكل أنواعها، السلطة في الأرض على الطبيعة البحار على النباتات والحيوانات والأقدار، يبحث الإنسان في حياته عن أساليب للتحكم بمجريات الحياة فإن لم يستطع حاول بعدها التحكم ببني جنسه ممن حوله ليظهر لنفسه أنه قادر على التحكم بشيء ما ولو بإنسان.
ثم ننزل لمستوى أعمق بالتحكم الخفي، منها الابتزاز العاطفي وغيرها، أنا راضٍ عنك وسأقربك إليّ إذا فعلت كذا وإن لم تفعل سأسحب حبي منك وأدفعك بعيدًا عني، يعتقد الإنسان أنه يستطيع التحكم بمن حوله بهذه الطريقة، فلو كنت تريد فعل شيء ما ثمّ أتى شخص وابتزك عاطفيًا لفعله - وأنت كما قلت قد قررت مسبقًا فعله- قد تتراجع حتى وإن كنت ستسفيد حقًا منه قائلًا : " لماذا تحاول اجباري على فعل شيء ما!".
لكن ما لا تعلمه هو أنه يوجد مخرج لذيذ لهذه المعضلة وهي أن تفصل ذاتك وأفعالك عن كلام الآخر ومحاولاته البائسة للتحكم بك، عندما تهم بفعل شيء ما ويأتي شخص يحاول أن يجعلك تفعله لأجله لا تتوقف بل استمر بما تفعل وردد - قد قررت مسبقًا، لا يهم ماذا يعتقد هو من اخضاعه لي- وبعدما يرتاح الشخص المقابل بأنك أخيرًا في قبضته ما تلبث الأيام إلّا وتريه فعل من أفعالك التي عاكست ما طلبه منك، فيكون قد عاش لنقل شهرًا وهو يعتقد أنه متحكم بك وأنّك جروه المطيع وأنت تعلم أنه يعتقد ذلك طوال ذاك الشهر ولم تنبس ببنت شفة، لأنه لماذا يهمك مايعتقد هو أنه فعله بك إذا كنت في الحقيقة لا تكترث بما قاله عن بقائك تحت دائرة رضاه وأنّ أفعالك عاجلًا أم آجلًا ستصفعه وتخبره أنك أقوى من أن تُحبس عاطفيًا من قبله.
نوعًا ما أحب هذه التحديات، لأنها تعبر عن قوة داخلية ومناعة نفسية ضد ما يعتقده الآخر لا أحتاج أن أخبرك أنني لا أتبعك لا أتملقك عندما أعلم أنك تعتقد ذلك، فقط أترك الأمر للزمن بصبر وطمأنينه أن يخبرك هو ذلك ويغير فكرتك عني، لا انتقامًا - الانتقام أوفرريتد- بل وضع الأمور في نصابها الصحيح.

ملاحظة هامة جدًا: أعلم أن الكلمة لها تأثير مادي، كلامي هذا ليس عن الوالدين، لدي تحفظ شديد بعلاقتي بوالدّي وأتحمل منهما ما لا أتحمله من أي كائن على وجه هذه الأرض الوالدين بالنسبه لي خارج حدود النقاش، وكلامي هذا أيضًا لا يتعدى على حدود الدين، لأنك يجب أن تُحكم بشيءٍ ما وإن لم يحكمك الدين حكمتك الشهوة واللذة والرغبات، كن بحدود دينك حُرًا كن باتباعك لهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حُرًا، كن حُرًا بحدود الأخلاق والإحترام والأدب فمن دون كل ما سبق دعني أخبرك أنك تحتاج فعلًا إلى أن يتحكم بك شخص ما ويخضعك لأنك أقرب ما تكون إلى …


كتبته: ربى

تعليقات

المشاركات الشائعة