مناعة ضد المتابعين
قبل ثلاثة شهور كان حسابي في تويتر يحظى بعشرة متابعين فقط، عشرة أشخاص يضعهم عقلي نصب عيني عندما أريد أن أشارك شيئًا ما، كنت أعلم أني قوية منيعة ضد حُكم الآخرين علي فكنت أشارك كل ما يطرأ على عقلي معهم، بحصانة نفسية، إلى أن قفز عدد المتابعين من ١٠ إلى ١٢٦ متابع، أصبت ببرود قليلًا وأنا أتساءل لماذا؟ ألم نتفق يا نفسي ألّا نمتنع عن قول شيء ما مفيد حتى لو كان يجعلنا غير كاملين أو جديرين بإعجاب المجتمع؟
كيف يمكن أن يتغير ما كنت أعتقده متأصل بي في يوم وليلة؟ وجدت الجواب أنه مهما حاولنا أن نمزّق قيود المجتمع والصورة المثالية التي يجب أن نحافظ عليها إلّا ونقع فريسة الطبع الإنساني بالخوف من الحُكم، من ظن الآخرين حتى ولو كان افتراضيًا، ففكرة أنه يوجد على الطرف المقابل شخص يحكم على ما أقوله مزعجة.
قد وعدت نفسي من قبل أن أي فكرة أعلم أنها ستفيد إنسان واحد سأنشرها، والآن أشعر بأن عدد المتابعين يتحكم بي - لكم أن تتخيلوا مقدار المعانآة لو كانوا أكثر- كيف أنزع هذا القيد؟ لا أعلم سأحاول أن أكون كما وعدت نفسي ولو في أقل نطاق أنا قادرة على الوصول إليه، كيف سنستطيع مساعدة بعضنا البعض في عبور نهر الحياة بسلام إن لم نقل الحقيقة، أقابل الكثير من الأشخاص في حياتي المتعطشون للحقيقة الذين ينظرون إليّ ككنز نظرة أراها بأعينهم، إذا لماذا كل هذا الكتمان على مايحدث في صدورنا إذا كنّا نتعطش للحقيقة؟
أعلم أن إظهار حقيقة الضعف الإنساني تُعرض مُظهرها للخطر لكني لا أكترث لأنني في الخطر سواءً أظهرتها أم لا، أعلم أن من يقرأ ما أكتبه في حسابي في تويتر أم في هذه المدونة يستطيع إيذائي نفسيًا لكن لا يهم، أنا مستعدة لأي درس مؤلم- لست متأكدة- أريد المناعة النفسية التي تجعلني أقف أمام المتهكم وأنا صامتٌ كقط يتطلع بثبات لمن أمامه وعينيه لا تحيد عنه كمن يقول أنا أسمع ماتقول لكني أعلق الحكم، لماذا؟ لأن بك من ضعف ما يجعلك تستخدم ضعفي ضدي بسبب علمك ما لضعفك عليك من سلطان.
توجد فكرة رائعة وهي أن أجعل حسابي مقفل، لكن ما الفائدة؟ لا أستطيع الوصول إلى شريحة أكبر لأنه بهذه الطريقة لا يستطيع أحد مشاركة ما أكتبه مع متابعينه والذين أتمنى أن يبقوا متابعينه هو فقط وألّا يأتوا إلي.
لو أنّ لي منبر أستطيع أن أُسمع عدد لا بأس به ما أودّ قوله ثم أذهب ويذهبون، سيكون دوري علي أسهل بهذه الطريقة.
لكن في النهاية أنا لي دور قد كتبه الله علي في هذه الحياة الرقمية لكل شخص مرّ بي لكل شخص تابعني. تأتيني بعض الرسائل عن تأثيري الإيجابي عليهم ولا أودّ لخوفي من الخروج للعالم لخوفي من حكم الآخرين علي أن يسلب مني هذا التأثير لأنّ أحب دعواتي الإنسانية إلى قلبي؛ اللهم اجعلني نورًا لمن حولي.
تعليقات
إرسال تعليق