العجينة العقلية

  لكل منّا منظوره الخاص الذي ينظر من خلاله إلى الحياة، الألم السعادة، كلّا منا يفهم الحياة من هذا المنظور ويتشكل من التجارب والمحاولات من الفشل والنجاح من الألم والسعادة. قبل عدة أيام أنهيت قراءة كتاب عن طريقة التفكير البشري، هذا الكتاب ظلّ يتطفل على منظوري الخاص بل حتى أنه أثر عليه وأعتقد أن هذا التأثير سيدوم وقتًا طويلًا، وجلست متعجبةً كيف يعيش المرء حياته بطريقة تفكير ثم يحّول منها إلى طريقة تفكير أخرى ويرى أنها أصحّ ويعيش بها وقتًا مثلما عاش مع التي قبلها، عجبي من هذه الأشياء، عجبي من الطريقة التي تتشكل بها عقولنا وأفكارنا وسهولة التأثيرآت الخارجية عليها، لذلك من المهم جدًا جدًا أن نتّبع ما أوحى الله به إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لأن لا أحد يعرف كيف نحمي عقولنا إلّا الله فالتأثيرات التي نتأثر بها أدق من أن نحيط بها علما.

التأثير الذي أصابني في طريقة تفكيري من ذاك الكتاب كانت لذيذة جدًا، لكن ماذا عن مئات الأشياء التي حرّمها علينا الشرع والتي تأثر سلبيًا علينا ونحن غافلين عنها  عن الأشياء التي تتحرك في عقولنا منها؟
وماذا أيضًا عن التأثير الذي يحدثه ما أمرنا الشرع باتباعة من قراءة القرآن والدعاء والتنوّر بنور الوحي؟ ماذا عن حقيقة أنّ تأثيرها يصل إلى قلوبنا لكننا نادرًا ما نلاحظها ونعتقد أن السبب هو ما فعلنا، درسنا أو تعلمنا وبسببه وصلنا إلى هذا الاطمئان الساكن في القلب وهو في الحقيقة نتيجة العبادة؟

عقولنا معقدة ليست خلقًا فحسب بل تعمل بنمط معين لجميع البشر كافة بنفس الآداء، عقولنا قابلة لتأثير عليها بما نفعل بما نسمع، ومن أراد أن يحفظها مما علم ومما مالا يعلم فالسراط المستقيم هو الحل، لماذا؟ لأن الله الذي نزّل الشرع
علينا وحرم أشياءً في هذه الحياة وأحل أخرى هو خالق عقولنا وأعلم بها منّا قال تعالى: ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). لديك دائمًا خطة للسير عليها
لتعيش حياة عقلية هادئة وقلبية ساكنة مطمئنة ألّا وهي اتباع الشرع بأوامره ونواهيه
لأنني أعلم من تجربة الفرق بين الضفتين، لأنني عندما قررت أن أعبر إلى الضفة الأخرى من الحياة الدنيا الأرضية إلى الحياة الدنيا السماوية إلى ضفة الإيمان والقرب من الله وتلاوة القرآن والدعاء وجدت سكينتي وطمأنينتي أصبحت أفضل في تعلمي وعملي وعيشي، أكثر حكمة أكثر رباطة للجأش لأن القرآن هو الذي يربيني هو الذي يأثر على عقلي وأعلم أنني في هذه الدنيا أتخلى عن كثير من متعها لكنني
تخليت عنها لأنني آثرت عليها سكينة قلبي وطمأنينته لأنني آثرت الحياة الطيبة على الحياة العشوائية المليئة بالتخبط، لأنني وجدت عند الله مالم أجده عند أحدٍ غيره ولا حتى عند أحنّ شخص
علي في هذه الأرض، لم أجده إلّا عند الله سبحانه وتعالى.

اللهم ارزقنا كل أثر طيب حسن منا وعلينا اللهم بارك لنا في عقولنا وعِلمنا وأعمالنا وتقبّل منا يا حبيبنا يا الله.

تعليقات

  1. "لأنني عندما قررت أن أعبر إلى الضفة الأخرى من الحياة الدنيا الأرضية إلى الحياة الدنيا السماوية إلى ضفة الإيمان والقرب من الله وتلاوة القرآن والدعاء وجدت سكينتي..."
    أريد أن أصل لتلك الضفة أيضًا..
    جزاك الله خير

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة