الشيطان عدوك اللدود
يتغذى الشيطان كما تتغذى الكائنات الطفيلية على مخاوفك، ومن أحب الأشياء إليه أن يُدخل الهلع والخوف والحزن في نفسك، لكيلا تجد للطمأنينة طريقًا لكيلا يسكن قلبك أبدًا.
ما إن يجد ضعفًا بنفسك يجعله مدخلًا لوساوسه، وعندما تكون خائف من شيء ما تكون خاضع له، فتخضع خضوعين خضوعك لخوفك ثم خضوعك لاستفزاز الشيطان لحزنك من خلال هذا الخوف.
دخل أبي المستشفى لمدة أسبوع ثم خرج ولله الحمد لكنه خرج مختلفًا عمّا كان عليه عند دخوله، ومنذ اليوم الذي دخل فيه المستشفى عندما انكسر قلبي في تلك اللحظه وشعرت بالهلع تمسك الشيطان بهذه الفرصه فأصبح يريني أحلّام أستيقظ منها في منتصف الليل بشعور مزعج، أحلام تدور حول مرض أبي، وحتى الآن حتى هذه اللحظة في هذا اليوم نسيت قراءة آية الكرسي قبل النوم، فألّف لي حُلمًا عن خوفي على أبي، ولا يزال يستخدم كل ذرة رحمة تدخل قلبي تجاه والدي، يحفظ حركاته يحفظ حزني عليه ثم يصفعني به في المنام، يتحين اللحظة التي أنام بها دون قراءة آية الكرسي يتفنن بالأحلام بمختلف السيناريوهات شيئًا لم آرى مثله من قبل.
يراقبك عن كثب يراقب خوفك، عندما تخاف أن لا تُقبل صلاتك خوفًا مسرفًا يُدخلك من خلاله دوامة الوسواس، وهكذا في أي شعور يجتاحك، أي شعور سيء يتغذى عليه ويتنفس بحزنك وخوفك وهلعك.
لكنه بدون سُلطانٍ عليك وهذه نقطة القوة لديك قال سُبحانه وتعالى:( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلّا من اتبعك من الغاويين) ومن تفسير البغوي لهذه الآية: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، أي: قوة، قال أهل المعاني : يعني على قلوبهم." وقال السعدي في تفسيرها: "(إلّا من اتبعك) فرضي بولايتك وطاعتك بدلا من طاعة الرحمن، (من الغاوين) والغاوي: ضد الراشد فهو الذي عرف الحق وتركه."
استعذ بالله منه واعلم أنّ لا قوة له عليك، أيّ أنك لو انقدت له تنقاد له بطوعك ولست مجبرًا على ذلك بالفطرة، بمعنى آخر أنك تستطيع أن تقول له بثبات ومليء فمك عندما يعرض عليك فكرة يتزلزل بسببها قلبك أن تقول له خسئت فأنا متوكل على الله، خسئت فأنا دعوت الله أو حسنًا إذا كان الأمر بهذه الدرجة من الخطر سأذهب الآن وأفرش سجادتي وأدعو الله، أين سلطتك بعدها يا شيطان؟ تختفي كالدخان وتخرج من قلبك ثم تراها واضحة تراها على حقيقتها أوهام استطاعت أن تبث الرعب في قلبك! كأن وساوسه وعمله الدؤوب يصبح بين يديك تراب بعد أن كان صخرة جاثمة على صدرك، تصبح تراب تذروه الرياح.
تعليقات
إرسال تعليق