سكون القلب يقينًا

 في صباح هذا اليوم الذي أكتب فيه هذا المقال دار بيني وبين أخي حوار عن الرزق، عن الأقدار، وقلت في نفسي لماذا لا أسرده في هذه المدونة؟
نعيش نحن أبناء هذا الجيل ممن هم في ساحة المعركة الحامية لمعرفة المستقبل معركة روحية يعصف بها الخوف من كل الجهات، وبينما روحك لا تعرف من أي الجباه تبدأ القتال لا تجد حولها إلّا سيف الإيمان، السيف الثابت الذي يقطع الخوف بثواني، السيف الذي يشعرك بالأمان لأنه في يدك تشعر بثقلة في قبضتك وتعلم أنه سيفي بالغرض وقت الدفاع أو الهجوم.

بحثت في هذا العالم في هذه الحياة عن أسباب الطمأنينة والخلاص الروحي، عن كيفية عتق هذا العقل من عبء المستقبل ووساوس النفس والشيطان، وكلما ابتعدت عن الإيمان رجعت راكضة إليه أضمه إلى صدري جاثية على ركبي أتنفس الصعداء أن وجدتك مرة أخرى يا إيمان. لم يستطع شيء في حياتي أن يثبت فروعي بالأرض ويجعلني شامخة في وجه المصاعب كما يفعل الإيمان، قلت لأخي: هل تعلم مالذي يجعلني غير قادرة على أن أقول لشيء ما أنه مستحيل الحدوث؟ أن الله موجود أن الله حي لا يموت ومن المستحيل أن أستحيل حدوث شيء والعالم كله بأمره إذا أراد شيء يقول كن فيكون، هل تعلم أنني أشعر برزقي؟ أشعر به بكل ذرة موجودة في جسدي وإن كنت لا أراه ولا أرى له سبيلًا للوصول إلي، لكني أشعر به في صدري حجمة وحلاوته.

قد رأيت الحياة على حقيقتها، مهما كبرت في عيني هي صغيرة عند الله، ومهما استحال شيء علي هو عليه هين، الإيمان الذي في قلبي الإيمان الذي منّ الله به سبحانه علي لا يكف عن انتشالي من على الأرض كلما صفعتني الحياة لإخضاعي، أنا ربى الإنسان أخضع وأهن لكن ربى التي يقبع الإيمان في قلبها لا تستطيع ولن تستطيع لأن الإيمان يرفع صاحبه مهما أرادت نفسه البشرية الخلود إلى الأرض، أحيانًا تتسائل نفسي كيف تشعرين بالتفاؤل؟ فأجاوب والله لا أعلم كل ما أعرفه هو أنني شخص ضعيف ويخضع ورأيتني على مر السنين أتهاوى جزعًا لكن من اليوم الذي منّ الله به علي بالإيمان وأنا كلما حاولت القفز من الهاوية أطير وتمتد لي جناحات تأخذني عاليًا وأحلق بدل أن أهوي، كيف نبتت هذه الجناحات؟ والله لا أعلم إلّا أنني سلكت طريق القرآن و وجدت الإيمان بانتظاري ولا أزال أغذيه ولا يزال في ازدياد يهذبني ويأخذ بيدي على طول الطريق، الله اللطيف الكريم قد لطف بي إذ كرّمني بالإيمان.

ماكنت يومًا أعتقد أن باستطاعي الوصول إلى هذا الثبات لم أكن أعلم ابتداءً بوجوده في جسد الإنسان لكن هاهو ذا أشعر به في صدري إيمانٌ يثبتني وتنبع منه قوة تستولي على روحي وعقلي تهذبني وتمنعني.
 إلجأ إلى الله هو الذي يستطيع أن يمنحك الإيمان إلجأ إليه راغبًا، كنت منذ نعومة أظافري أدعو الله دومًا: اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، وهاهي دعوتي التي دامت لسنين، كنت غافل لكنني كنت غافلًا يدعو ودعوت في كل وقت وها أنا أخبركم أنني اهتديت بالقرآن، أزال همي القرآن، وأنار لي بصيرتي وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:( إن هذا القرآن حبل الله, وهو النور المبين، والشفاء النافع, عصمة لمن تمسك به)، اللهم أنر بالقرآن قلوبنا وثبت بالإيمان أرواحنا وإجعل الرضا رفيقنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة