أمواجنا تتداخل

 تخفى علينا تعقيدات الحياة، يوجد دائمًا السطح واضح المعاني ثم يوجد العمق الذي يمتلىء بالكثير من الأشياء القابلة للاكتشاف.

أحيانًا يعتقد المرء بأنه يعيش الحياة لنفسه فقط، لكنّ هذا المرء لم يستوعب حجم ترابط بعض حيواتنا بالآخرى، فرد واحد من أفراد العائلة واحد فقط يؤثر في حيوات جميع أفرادها، نعم نحن نؤثر بحياة من نقابل فكيف بأفراد عائلتنا التي نعيش معها طوال أعمارنا. أحب أن أبسط هذه المعلومة دائما لاخوتي بأن أشبهها بموجات الماء عندما نلقي حجرة على سطحه، موجة تتلوها موجه تتلوها موجة، ولا تستطيع رمي حجرة في بركة الماء دون إحداث هذه الموجات أو الأصوات المصاحبة لارتطامها. لكني لا أستخدم هذا المثال كتأكيد على صوت مزعج وموجات يضطرب لأجلها سطح الماء، بل لملازمة الموجات والأصوات لوجود - فقط لوجود- هذا الحجر.
حياتك أنت، نعم أنت، تؤثر بأفراد عائلتك، ولو لم تكن موجودًا لأختلف كل شيء، حتى الأشياء السيئة التي تحصل لأحدنا هي خيرة لذلك الشخص ولأفراد عائلته هي درس له ولهم، والأشياء الجيدة هي أمل لذلك الشخص ولكل شخص يُشاركه حياته.
بل أبعد من هذا، مشاكلك القديمة مع إخوتك الذين لطالما كبرتم تتعاركون وتتقاذفون الشتائم فيما بينكم، هي تربية لك لو تُبت عنها، هي تربية لك ولهم، هي دورس وخبرات في عقلك عن الأشكال المتعدده للحياة، كل شيء مهما دق وكبر، حيواتنا تتداخل إلى مالانهاية وإن كانت على السطح لا تتلامس، وجودنا مهم بل وجودنا خيرة لأن الله قدر وجودنا لسبب، حتى أحداث حياتك تحدث بتوافق تام مع أحداث من حولك وكأننا في تركيبة من الأحداث كبيرة ودقيقة جدًا ولن تستطيع النظر إليها إلّا لو منحك الله تلك القدر على استنباط الروابط، إلّا لو منحك الله القدرة على إدراك وجودها إبتداءً، لو أعطاك الله البصيرة لرؤيت بعض من دقة حكمته المتناهية سبحانه في حياتك.

تعليقات

المشاركات الشائعة