أنت

 نفسك تشبه أي شخص تقابله في حياتك، لن يكمل أي شخص تقابله في حياتك ولن يسير على هواك ولن يفعل ماتطلبه منه، توجد فيه صفات لاتحبها وأحيانًا تستفزك، نفس الإنسان التي بين جنبيه تمتلك الكثير من الصفات غير المرغوب فيها، لنتحدث بوضوح أكثر، قد تريد استبدال نفسك بشخص آخر -صفات شخص آخر- لكن حتى لو تبادلت أنت وأفضل شخص بنظرك الأنفس ستعيش مع نفسه مدة كافية لتبدأ برؤية أسوء مافيها وتدخل دوامة -عدم الرضا-.

يجب أن تدرك أنها لن تصفو لك كما لن يصفو لك أي شخص على هذه الكرة الأرضية بالكمال الذي ترغبة. ماذا أفعل إذًا؟ يجب أن تتقبلها أولًا قبول أنها ملكك لا الظروف ولا الأشخاص مسؤليين عنك أو عن أخلاقك لاشيء من نفسك يمكن تبريره خارج نفسك، ثانيًا يجب أن تبدأ بمغالبتها، فمرة تنتصر هي ومرة تنتصر أنت ولا يقعدنّك عن مغالبتها عدم انتصارك الأبدي عليها، فأنت في كدر حتى أعتاب القبر، لكن اعلم أنك مع كثرة مغالبتك إياها يسهل ترويضها، وتبدأ بمعرفة مخارجها ومداخلها ومايحملها على فعل بعينة عن الآخر، فتبدأ باقتلاع المشاكل من جذورها وتبدأ تخفت من قوتها وجبروتها، وتبدأ بالسيطرة الجزئية أو السيطرة الشبة كلية، ثم تراها كما ترى الأطفال من عنادها وعدم منطقية ماتفعله، وكما يستطيع الإنسان الحفاظ على علاقاته مع الأشخاص سنواتٍ طوال على الرغم من وجود المشاكل -ولابد من وجودها- تستطيع أن تبقيها حيث تريد وإن تطاولت يدها على ماتريده هي.

علاقتك مع نفسك أساس علاقتك مع جميع من حولك، لا يتسامح المرء مع عيوب من حوله إلّا عندما يتسامح مع عيوبه، ولا يعني تسامحك مع عيوبك إبقائك عليها، بل أن تتسامح هو أن تدرك أن نفسك تمتلك العيوب ولاتزال في هذه الدنيا تغالبها على هذه العيوب ولاترضى بها، لكن إذا كنت تعرف نقصك فيوجب هذا معرفة أن الناس لا تخلو منه كذلك وكما هو من الصعب عليك أن تتخلص من تلك العيوب فالأولى أن تدرك صعوبته على الناس أيضًا.

عندما تلّم بما في نفسك تصبح الحياة أسهل وتقابل الحياة برحابة صدر أكبر فتواجهها وحدها بينما يواجه معظم الناس نفسه والحياة، وبينما أنت ترى نفسك ولاتزال تروضها يقضي معظم الناس حياتهم سجناء أنفسهم ولا يعلمون ذلك.

تعليقات

المشاركات الشائعة