هدنة، أريد هدنة
استلقيت على السرير بعد أن صرحت في حسابي على تويتر بتغريدة أنني أطالب العالم فيها بهدنة، هدنة حتى ألتقط أنفاسي في هذا العالم الذي يدور بسرعة جنونية أحداث بعدها أحداث ندم وفرح وسعادة وبكاء.
أطرقت أفكر وقد عزفت نفسي عن النوم وأنا منهكة لا أستطيع فتح جفني بشكل كامل، يفيض قلبي بالمشاعر -أية مشاعر؟- مشاعر الحياة كلها وكأنها بوابة تتدفق منها مشاعر الحاضر والمستقبل جمعت في تلك اللحظة كل حيواتي في فكرة تقول: للفائدة، للفائدة؟ نعم للفائدة …
لطالما كنت شغوفة بمعرفة الحكمة من وراء الأشياء، كنت أحلل أكتب وأخطط، كانت نفسي تسكن عندما أقترب من معرفة حكمة حدث ما في حياتي أفرح وينشرح صدري، وها أنا الآن لا أبحث عن الحكمة لكنها أصبحت تبحث هي عني، مستلقية كنت على وشك النوم ونفسي تأبى إلّا أن تفتح عيني قصرًا فأرى الضوء القادم من نافذتي فيلمع معه ضوء الحكمة، حكمة كل شيء بالمجمل، الأثر نعم الأثر أثر مايحدث وماحدث آراه بوضوح تام، ماذا سيحدث بعد؟ تساءلت، كل خير كهذا، أجبت، نهضت وأنا نصف نائمة فتحت المصباح سحبت جهازي المحمول من على الطاولة وها أنذا أكتب هذا.
ماذا عن مللي من الحديث والهدنة التي صرحت بها على الملأ؟
هو الإنسان يشتعل طاقة بلحظة وينطفئ بأخرى، هي الأفكار المولد الرئيسي لحياة الإنسان فكرة تجعلك تسعى والأخرى تجعلك تقعد، فكرة تجعلك أسعد شخص في الكون وأخرى أتعس مخلوق على وجه الأرض، سحبتني من فراشي الدافىء فكرة جذّابة كنت ممسكة بخطاب هدنتي بيدي اليمنى وعندما مدت لي هذه الفكرة يدها لتنتشلني من كسل النوم رميت الهدنة على السرير ورائي وقادتني تلك الفكرة اللذيذة نحو الكتابة الإفضاء عمّا في صدري أن أتكلم.
ولأنني أعرف مدى تأثير الكلمات أعلم مركزية القرآن في حياتنا، إذا كانت كلماتنا البشرية تحفزنا وتدفعنا وتجعلنا ننهض بحماس وقوة في عيش الحياة، ماذا لو استقيت هذه القوة من كلام من خلقك ويعرف نفسك، من خلق هذه الحياة وأوصانا بكتابه واتباعه، يظل المرء يستقي من كلام البشر ظنّا منه أن الدين دين الآخرة وهو بالأصل المفتاح لعيش حياة طيبة في الدنيا قبل الآخرة.
تعليقات
إرسال تعليق