حب تقليدي

 تقول وهي تصف حبها له: عندما كنا في المطار في أوروبا كان زوجي يقف بين صفوف رجال أوروبيون عيونهم زرقاء ورؤسهم شقراء وأجسامهم رياضية، تقول والله إني رأيت زوجي وجسمه غير الرياضي أجملهم، بشعره الأسود و وجهه المقبول هزمهم بعيني وعرفت بتلك اللحظة أنني أحبه.

كنت أقرأ ذات ليلة فدخلت غرفتي وعيانها محاطة بسواد المسكرة والكحلة المختلطة بالدموع، سألتها - وقد شعرتُ أنه خلاف مع زوجها- هل تريدين التحدث عن الأمر؟ قالت لا وارتمت على سريري وجلست تتصفح هاتفها، جلبت لها مزيل المكياج وقلت لها امسحي عينيك، بدأت تكيل له الشتائم وهي تتنهد ووجها لا يزال أحمر من البكاء، ضحكتُ وأنا أقول لها: لا تقسي عليه - لأني أعلم مقدار حبهم ـ قالت: بل سأقسو، وبدأت تشتمه مرة أخرى وأنا أستغفر من ورائها. بعد مدة حاولتْ التواصل مع زوجها لحل المشكلة لكنه لم يرد عليها- بالمناسبة كلاهما سريعي الغضب- أتى بعد أيام وعندما طرق الباب كانت الصدفة أن زوجته تجلس في الخارج ففتحت هي له الباب طلب ابنه ليأخذه في نزهه وطلب منه أن ينادي خال ابنه الصغير-في محاولة لاستمالة زوجته عن طريق إسعاد أخيها بعد أن هدأ غضبه وعرف ذنبه-. بدأت بعدها علامات الصلح تظهر بينهما، ترى رغبتهما في الرجوع لبعضهما في أسرع وقت لكنه يطلب الاعتذار منها - وهو الذي أخطأ إبتداءًا- وهي كأنثى تتمسك بكرامتها وتعانده عناد المحب و تريد الاهتمام ورد الإعتبار منه وأن يبدأ هو بالصلح.


ثم بعد عدة أيام جاء ليأخذ ابنه وعندما أعاده أرسل معه مأكولات خفيفه لزوجته، رمقتُ أختي بنظرة وقلت لها وأنا أضحك أنه يحاول مصالحتك بلا كلمات، تململت وشتمته وهي تبتسم بحب، أتى بعدها بأيام وطلب أن ننادي له زوجته، ارتدت عباءتها وخرجت معه للتصالح، ذهبا لمقهى - منطقة منزوعة السلاح - وقال لها بقلب محب يعاتب: لم تسألي عني منذ أيام؟ ماذا لو حدث لي شيء في بيتنا لوحدي؟ هل تعلمين أنني لم أتناول شيء لمدة ثلاث أيام متواصلة؟ تفاهما بكل هدوء في مقهى وبينها كوبان من القهوة، رجعت إلى المنزل تحمل باقة من الجوري الأحمر بين يديها، رمقتها بنظرة وقلت لها: والله انه يحبك.

رجعت لبيتها بعد عدة مواعدات متتالية مع بعضهم في اليوم الذي تصالحوا فيه وكأنهم في شهر العسل، لديهما ابنان وزواجهما دام لأكثر من ثمان سنوات وهو زواج تقليدي بحت، أتمنى أن يدوم بينها كامل العمر وأسأل الله أن يكبر حبهما كل يوم وأن يحفظ المودة والرحمة بينهما.


الأنثى سهلة التعامل، إعتذار وباقة من الورد هو كل ماتحتاجه بعد المشاجرة، والرجل يحاول بأفعاله ولو لم يتحدث، تعلموا قراءة بعضكم البعض وتعلما لغة حب أحدكما الآخر، واعلما أن المشاكل لا فكاك منها لكن ان كانت هناك رغبة في الحفاظ على العلاقة فيوجد دائمًا حل.

تعليقات

المشاركات الشائعة