ركنك الشديد


توفي أخي الشهر الماضي في حادث مفاجىء، أخي الذي شاركني طفولتي ومراهقتي وحياتي بأكملها حتى هذه السنة، فكرت كثيرًا بالكتابة عنه، عمّا حدث، وظلت  الأخلاقيات الطفيفة التي لا يُشعر بها تلاحقني، أتتسلقين بمدونة وبكتابة تحوز رضا البشر على ظهر موت أخاك؟، وها أنا أكتب، ولكنها ليست مدونة وإنما خواطر أريد أن يقرأها بشر.
 لا أحب فكرة أن يستعطف الإنسان البشر من حوله، حتى وإن لم يرغب هذا الاستعطاف، لكنني حتمًا في هذه الكتابة في هذه التدوينة أنا أخذه بزمام تعاطفكم جميعًا شئت ذلك أم أبيت.

كان موته رحمه الله وغفر له اختبارًا لكل المرات التي دعوت بها الله برغباتي بكل يقين وإيمان، لكل المرات التي حدّثت بها الله بأنني أشعر بوجودك يارب وأنك تسمعني وتراني، لكل مرة حاولت بها شحذ همّة شخص بالالحاح بالدعاء ومنهم حبيبي الذي ذهب إلى جوار ربه، لم تكن رحلة إيماني سهلة وصارعت الكثير من الأفكار السيئة وضعف الإيمان بحوادث أقل من موت أخي ألم.

لم تكن رحلة إيماني العميق طويلة، كانت بضع سنوات قصيرة، لكنها كانت قوية بما فيه الكفاية بأن تثبتني في تلك اللحظة، في هاتيك اللحظات عندما رأيت أشد الأركان التي عشت في ظلالها طوال حياتي تنهدم فإذا بأمي تلوذ بأبنائها من الحياة وهي الملاذ الذي تعودنا عليه، ولم أرى والدي يبكي قط حتى رأيته يبكي على أخي، ولشد ما أوجعتني دموع أبي تلك، أبي الذي أبكي إليه فإذا به يبكي إلي.

الإيمان

الإيمان الذي طالما نبهت عليه في هذه المدونة، هو الذي سندني في خضم كل ماحدث ومارأيت وما سمعت، الله هو الركن الثابت وإن اهتزت الأركان، وإن اهتزت أثبت الأركان.

ابراهيم حبيبي، قد أحسنت صحبتي فأتمنى أن يصحبك الله بخليله بالفردوس الأعلى، وإنا موعدنا الجنة، نتسامر فيها ونضحك كما كنا نضحك بالدنيا في روحٍ وريحان ونعيم، أخبرك فيها عمّا حدث من بعدك وعن لطف الله وعن أننا بكينا… بكينا كثيرًا جميعنا عليك.

تعليقات

المشاركات الشائعة